الثلاثاء، 9 سبتمبر 2014

الأم المجاهدة

مدونة الدكتور إبراهيم الخليفي
ما هلك من عرف قدره

الأم المجاهدة : عندما تطير الطائرة بمحرك واحد ..!!
سألت طيارا خبيرا: هل يمكن أن تطير الطائرة بمحرك وحيد؟
قال: نعم، وهذا جزء من تدريبنا.. قد نضطر إليه اضطرارا..!!

هذا هو مدخل إستجابتي لمن تشتكي من الأمهات من سلبية زوجها، وعدم قيامه بدوره في تربية أبنائه، وعدم تعاونه معها، ناهيك عن إفساده لأبنائه، وتدليله لهم بشكل يدمرهم !

بودي أولا، أن أذكر بأن التربية هي مسؤولية الأب في شرعنا الحنيف. وأنها حق للأب، حتى بعد انتهاء عقد الزوجية، وبقاء الابناء في حضانة الأم. وأنه المسؤول الأول، والراعي المتحمل لأمانة تنشئتهم على مباديء دينهم وأسس عقيدتهم. وهو المُناط به مراقبة سيرهم الدراسي، ونموهم الأخلاقي، وتطوير ذوقهم في اختيار الصداقات، والمناشط التي ترقى بهم.
دور ضخم ، والصدمة بشأنه إن لم يؤده الاب أشد ضخامة في ألمها وأذاها. فعندما تكتشف الام أن غدت بسببب حماسها، وعاطفتها، و (لقافتها الزايده) واندفاعها، غدت وحدها في الملعب التربوي ..!. وأنها هي وحدها التي استلمت أمور رعاية الابناء في كل مناحي حياتهم..
بدأت تلفت يمنة ويسرة فلم تر أباً يعينها، على الاقل في تربية الذكور من أبنائهما.
بل أنها لم تر حتى أخا أو معينا من المحارم.
وهنا نسأل الأسئلة المهمة:

- هل من سبيل لإعادة بعض الآباء إلى مهامهم التربوية الفطرية، بعد أن أفسدهم الترهل، وإدعاء الانشغال بأولويات أقل أهمية؟

- وهل تستطيع الأم أن تفعل شيئاً لحفز زوجها أو طليقها ليصبح أكثر إيجابية وجدية ليؤدي ما يتوقع منه؟.

وهل من طرق ووسائط اجتماعية او قانونية لإلزام الأب بالاهتمام بأبنائه، أو لكف يده عن إفسادهم وإغراقهم في الملذات في حال سلبيته، ورغبته في رشوتهم؟

ثم في حال عجزت عن تحريك مروءة الأب ودينه، ليكون راعيا أمينا مسؤولاً عن رعيته، هل تستطيع هي وحدها ان تقدم تربية متوازنة لأبنائها؟

وكيف للأم أن تعوض نقص نموذج الرجل في تكوين أبنائها النفسي؟.
لدينا فصل خصصناه أنا والأستاذ الدكتور بشير الرشيدي في كتابنا سيكولوجية الأسرة والوالدية عن الوالدية الوحيدة
Single Parenting
والكتاب طبع إنجاز للنشر – الكويت

http://www.injazstore.co

m

باختصار على الأم إن اكتشفت أنها الوالد الوحيد الفعّال أن تستعد لذلك بعدة نفسية وتربوية وقانونية حتى تتمكن من أداء مهامها وتطيِّر الطائرة بمحرك وحيد.

منقول من مدونة د.إبراهيم الخليفي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق